سورة الواقعة - تفسير تفسير ابن جزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الواقعة)


        


{وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31)}
{وَأَصْحَابُ اليمين مَآ أَصْحَابُ اليمين} هذا مبتدأ وخبره قصد به التعظيم فيوقف عليه، ويبتدأ بما بعده ويحتمل أن يكون الخبر في {سِدْرٍ}، ويكون {مَآ أَصْحَابُ اليمين} اعتراضاً، والأول أحسن، وكذلك إعراب أصحاب الشمال {فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ} السدر شجر معروف، قال ابن عطية هو الذي يقال له شجر أم غيلان النبق وهو كثير في بلاد المشرق وهي في بعض بلاد الأندلس دون بعض، والمخضود الذي لا شوك له كأنه خضد شوكه، وذلك أن سدر الدنيا له شوك، فوصف سدر الجنة بضد ذلك وقيل: المخضود هو الموقَر الذي انثنت أغصانه من كثرة حمله، فهو على هذا من خضد الغصن إذا ثناه {وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ} الطلح شجر عظيم كثير الشوك، قاله ابن عطية وقال الزمخشري هو شجر الموز، وحكى ابن عطية هذا عن علي بن أبي طالب وابن عباس وقرأ على بن أبي طالب: وطلح منضود بالعين فقيل له إنما هو، وطلح بالحاء فقال: ما للطلح والجنة فقيل له أنصلحها في المصحف فقال: المصحف فقال: المصحف اليوم لا يغيّر، والمنضود الذي تنضد بالثمر من أعلاه إلى أسفله، حتى لايظهر له ساق {وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ} أي منبسط لا يزول لأنه لا تنسخه الشمس، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها» اقرؤوا إن شئتم {وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ}. {وَمَآءٍ مَّسْكُوبٍ}: أي مصبوب، وذلك عبارة عن كثرته وقيل: المعنى أنه جار في غير أخاديد وقيل: المعنى أنه يجري من غير ساقية ولا دلو ولا تعب.


{لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33)}
{لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ} أي لا ينقطع إبَّانُها كفاكهة الدنيا، فإن شجر الجنة يثمر في كل وقت، ولا تمتنع ببعد تناوُلِها ولا بغير ذلك من وجوه المنع.


{وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34)}
{وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ} هي الأسرة، وقد روى ارتفاع السرير منها مسيرة خمسمائة عام وقيل: هي النساء وهذا بعيد.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8